vendredi 6 avril 2012

ما لا يرويه الإعلام عن أحداث كلية الحقوق

.كالعادة تميز الإعلام التونسي بعدم حياده في نقل المعلومات الصحيحة مما صبغ الضبابية الشديدة في رؤية المواطن العادي وتقاطع الأخبار وعدم تجانسها بل وتعارضها في أحيان كثيرة. ولا أدل من ذلك نشرة أخبار يوم 5 أفريل والتي قال فيها الإعلامي الجهبذ "الاتحاد التونسي للطلبة الفصيل الطلابي لحركة النهضة" وهذا يدل على قلة وعي لدى الصحافيين وعدم مواكبتهم احترافيتهم أو على مكرهم الشديد لتضليل المشاهد والمتابع لأخبارهم البائسة. وكلنا يعلم أن الفصيل الطلابي لحركة النهضة اسمه "شباب النهضة بالجامعة" وكلنا يعلم أن الإتحاد التونسي نقابة بعيدة كل البعد على الأحزاب ومستقلة برأيها عنها منذ أول تاريخها، ولم تكتفي التلفزة اللاوطنية لذلك لتقول بكل وقاحة وتعلنها صراحة أنها تواصلت مع طرف واحد في كلية الحقوق دون إفساح مجال للطرف الآخر، ولا أعرف ان كان لم يصلهم اختراع اسمه الهاتف ليتصلوا بممثل عن هذا الطرف وذاك ليأخذوا وجهة نظرهما في ما حدث، لذلك وجب على المتابعين ومن تهمهم هذه الأحداث أن يتجندوا أمام أخبار الثامنة كلما جد على الساحة خبر ليتصلوا ويصححوا ويوضحوا فقد عجز الإعلاميون عن ذلك . لهذه الأسباب سيبقى الإعلام الموازي، ساحات التواصل الإجتماعية، هي الناقل الحقيقي للأخبار في ظل غياب الحياد لدى السلطة الخامسة مما يذكرنا في العهد البائد.
يوم الإربعاء 4 أفريل، نادي 3دي الذي ينشط في كلية الحقوق نظم تظاهرة ثقافية محورها يوم الأرض للتذكير بالقضية الفلسطينية. أعتقد أن مثل هذه التظاهرات ينبغي أن تلقى اهتماما وشد أزر من جميع الأطراف من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين ومن كانت له حزازيات من هذه القضية فينبغي أن يوجه بوصلته نحو فلسطين ويتحقق من ذلك جيدا وإلا فهو ليس منا. وحتى إن كانت للبعض حزازيات من قضية ما عرضها نادي سيبقى له الحق في النشاط داخل ساحة الجامعة والتعبير عن وجهة نظره طالما احترم القانون ولم يتعدى على أطراف أخرى. لكن الغريب في الأمر أن بعض الأطراف التي نصبت نفسها "إدارة" الجامعة، ولا أدري من خول لها تنصيب نفسها، كانت سباقة للتشويش على هاته التظاهرة الثقافية ومحاولة استفزاز المشرفين عليها وكان أبطال هذه المهزلة طبعا هم جماعة "النقرود"، فتعدوا على نشاط النادي وأفسدوا التظاهرة وتعدوا لفظيا على الاخوة بل والاخوات أيضا والعجب إذا علمت أن اثنا عشر شخص منهم يعتدي على "عبد الحكيم" بالضرب الشديد حتى بات تلك الليلة في مستشفى شارنيكول. وطبعا لم يسمع الإعلام بهذا فهو بارع فقط في إلتقاط ذبذبات اعتداء "ملتحي" في وسط صحراء قاحلة على أحدهم.
يوم الخميس 5 أفريل، نظم الفصيل الطلابي لحركة النهضة، وليس الاتحاد العام التونسي للطلبة، اجتماعا عاما في الجامعة للتنديد بهذا التصرف مع العاشرة والنصف بالتحديد. وبطبيعة الحال لا يغيب جماعة النقرود عن هذا الحدث ليظهروا من جحورهم فجأة علهم يرتكبوا بعض الحماقات في ساحة الجامعة فبزرت حينها الأسلحة البيضاء (سكين) عند أحدهم إلا أنه قد افتك منه السكين ووقعت حينها مناوشات بين الطرفين وكان الطلبة الإسلاميون متفوقون عددا على نظرائهم في حين أن نظرائهم تفوقوا عتادا ووقاحة. أكمل الفصيل الطلابي للنهضة اجتماعه العام وفي آخره لما كانوا يهمون بالخروج من الجامعة في المدرج كان سلاح النقروديين الوحيد هو الحجارة من فوق وكذلك طلب التعزيزات في أسرع وقت ممكن لعلهم يفلحون في ما أرادوا تصويره "طرد طلبة النهضة". وهنا نطرح بعض الأسئلة، أولا من أنتم حتى تطردوا طلبة من الجامعة ؟ ثانيا كيف تسمحون لأنفسكم باستعمال أسلحة بيضاء وحجارة وسط الجامعة ؟ ثالثا ما سبب هذا الإعتداء على طلبة بغض النظر عن توجهاتهم فهو أمر لا يهمهم ؟ رابعا ... الإعلام ؟؟؟
بعد خروج طلبة النهضة من الجامعة وورائهم حجارة منهمرة من ساحة كلية "الحقوق" التي تحصن بها من حسبوا أنفسهم أنهم يقاومون المحتل الصهيوني توجه الطلبة الإسلاميون للمسجد بهدف حشد أكبر عدد ممكن من الطلبة والخروج بمظاهرة في اتجاه كلية الحقوق تندد بهذا الاعتداء وهذه الانتهاكات المتكررة لحقوق الطلبة ومحاولة الحد من نشاطاتهم وحقهم في ذلك داخل جامعتهم. توجهوا للكلية فوجدوا هذه المرة تعزيزات كثيفة داخل الجامعة وأسلحة بيضاء متنوعة وطبعا كانت الحجارة حاضرة بكثافة داخل أسوار هذا الحصن، عفوا، أقصد الجامعة، التي يهددها طلبة يريدون دخولها لممارسة نشاطهم، ولكن أبطال النقرود المدافعون الأشاوس على جامعتهم التي ورثوها عن آبائهم صدوهم مرة أخرى باستعمال الحجارة، وللأسف الشديد كان ذلك بحضور أعضاء نقابة كنا نفترض أنها تدافع عن حقوق الطلبة جميعهم دون تمييز، الاتحاد العام لطلبة تونس اليسارية، والتي شاركتهم في صد طلبة من دخول الجامعة بحجة انهم غرباء عن الجامعة. فلم منعتم الطلبة صباح الخميس من ممارسة نشاطهم ؟ وهل أنكم متأكدون أن جميع من معكم طلبة ؟ طلبة النقرود قليلوا العدد ولا يكثر سوادهم إلا ممن يعرفونهم من "بلطجية" فقد كان عددهم صباحا أقل بكثير. منع الطلبة الإسلاميون من دخول جامعة الحقوق بسبب أنهم يريدون اقتحام الجامعة او أنهم ليسوا طلبة ولنذكرهم أولا أن لجميع الطلبة حق دخول الجامعة بما أنهم يملكون بطاقة طالب ولا حاجة لهم لاقتحامها وثانيا علينا ان نذكرهم انهم ليسوا ديوانيين ليراقبوا من له بطاقة طالب ممن ليس لديه بطاقة طالب واستعمالهم للحجارة لم يفسح لهم مجالا للتفكير أصلا في هذه الأمور ولكنها حجة من لا حجة له، ونذكرهم ثالثا أنهم طلبة حقوق وينبغي أن يتعلموا ان للدولة نظام محدد وقوانين يمكنهم اللجوء إليها لإحقاق الحق، وذاك ما نبغيه، دون طرق همجية.
استمرت المناوشات بالحجارة بين الطرفين، بين طرف يريد ان تبقى الساحة الطلابية ملكا له، وبين طرف آخر يريد أن يمارس حقه في الجامعة، حتى تدخل الأمن لتفريق من هم خارج الجامعة واستعمال الغاز المسيل للدموع لذلك.
ينبغي ان نذكر القارئ ان هذه المسألة انطلقت من تظاهرة نظمها طلبة إسلاميون للتذكير بفلسطين، ما الذي يجمعنا إن لم تجمعنا فلسطين ؟ سؤال لن تجد له جوابا. ويزداد تعجبك إذا ما علمت أن هذه الانتهاكات تحصل في كلية الحقوق، أي حقوق درسها هؤلاء الراديكاليون بربكم ؟ للإسلاميين الحق في ممارسة نشاطهم وفي عقد اجتماعاتهم العامة وهم مستعدون للدفاع على أي طرف آخر لتأمين حقه في النقاش والحوار ليكون الصراع في الجامعة صراع أفكار لا صراع أفراد. وهذا ما ذكر به شباب النهضة بالجامعة وأعادوه مرارا وتكرارا ولكن كيف السبيل للحوار مع من يمنعك من نشاطتك وإيصال صوتك للناس ؟ يذكرنا هذا بالعهد البائد حيث كان يمنع الناس من إيصال صوتهم وأفكارهم حتى إذا ما استبسلوا من أجل هذا الهدف وصمهم إعلام العار بالتعصب والتطرف. لقد علمتنا ثورتنا أن الساحة للجميع وينبغي أن تبقى كذلك وندافع عن حق مخالفينا في ذلك وهذا ما عاهدنا ربنا عليه، ولكنها علمتنا أيضا أن الكلمة لا تمنح، بل تفتك. وإن كان البعض لا يزال لا يفرق بين الطلبة التجمعيين وبين الطلبة الإسلاميين وأصابه عمى الألوان فاعتقد لوهلة أن كلاهما طرف واحد وكلاهما يلتقي عند الانتهازية والمنحة ويفترق عند المحنة فهو واهم، وليكن ما حصل البارحة درسا لمن يريد أن يرفض أي طرف آخر، أن الطلبة الإسلاميين إذا ما صعدت معهم صعدوا، وإذا ما استبسل الراديكاليون في الدفاع عن باطلهم استبسلنا في الدفاع عن حقنا ولا يهمنا ما يبلغنا من ضر من بعض وسائل الإعلام التي تخفي ضوء الحقيقة بإصبع، لقد اعتدنا على ذلك لمدة 23 سنة وسنواصل بإذن الله حتى ندحر ابن علي من وسط جامعتنا ولتكون جامعة للجميع. 




Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.