mercredi 31 juillet 2013

كيف تصبح يساريا في دقيقتين ؟

كيف تصبح يساريا في دقيقتين ؟

- إذا لم تفز بالانتخابات .. فعليك ضمان النقابات، وبهذه الأخيرة يمكنك تعطيل غريمك السياسي في الحكم من ناحية اقتصادية والاقتصاد شريان الحياة في البلاد.

- روج للتخريب الذي تحدثه بذراعك الإعلامي وحاول تصوير البلاد كأنها في دمار شامل.

- رغم أن الشعب عندك طابور غير مثقف ولا واعي وفي أغلبه إما رجعي يرزخ بأفكار الماضي وإلا سفيه لا يعتد برأيه إلا أنك ينبغي أن تحاول تصوير نفسك المحارب الأول لحقوقهم، حاول ألا تذكرهم بالإنهيار الاقتصادي للاتحاد السوفياتي أو الحصار السياسي والثقافي هناك (*) وحاول كسب تعاطفهم لإسقاط من انتخبوهم في عقولهم أولا ثم ميدانيا وبطبيعة الحال فالخطوتين الأولتين كانت تصب لصالح هذه الخطوة الثالثة، فالأولى كسرت سهم الإقتصاد والثانية اغتالت عقل المواطن وروجت للخطوة الأولى.

Plan b ، إذا لم تنجح المسائل سالفة الذكر فعندك خطوات أخرى لاستكمال المشوار، في هذا المخطط ستبدأ بالتخلي على مبادئك :

- إذا كان الخصم من الإسلاميين فابحث عن جميع خصوهم حسب قاعدة عدو عدوك صديقك وتخلى عن أفكارك في الصراع مع العدو الأزلي الرأسمالي وتحالف معه فالغاية عندك تبرر الوسيلة. (سقوط المبدأ الأول)

- إذا كان هذا التحالف غير ناجح ولم يكفي للإطاحة بالخصم الإسلامي فعليك التحالف مع التجمعيين ودعك من نضالك ضدهم وانسى التاريخ، فالواقع يقتضي نسيان المبادئ. فالمناكب إلى المناكب مع حميدة بن جمعة، الكعب إلى الكعب مع نزار الشعري، وكل رأسمالي متفعن يصبح عندك اليوم الشريف ولد الفاضل (سقوط المبدأ الثاني)

وهنا نعيد الخطوات الأولى بمساعدة فئات أخرى ...

- وإذا واصلت في كسب الأصفار والفشل مرة بعد أخرى فانسى مبدأ الدولة المدنية الذي زعمت أنك آمنت به في أحد الأيام وقمت بمراجعات حوله فالدولة التي تريدها هي دولة بوليسية أو عسكرية لا يهم المهم دولة يمكنها تركيع الشعب، وحتى ان دخلت في متاهة فكرية في عقلك الصغير فعليك دائما أن تتذكر الهدف النبيل الذي تحيا من أجله : إسقاط الإسلاميين ! وهنا عليك محاولة التحالف مع العسكر فتكون ضد الدولة المدنية ومع الدولة العسكرية وضد الديمقراطية وضد الانتخابات وتحكيم الشعب وضد أي ترهة من هذه الترهات (سقوط مجموعة من المبادئ التي لا تحصى) وإذا لم يكن في بلادك عسكر فحاول مع البوليس وأدخل البلبلة فيهم بالنقابات الأمنية في صفوفهم حتى ان دعوت لاضرابهم والبلاد في أشد الحاجة إليهم !

- إذا لم تنجح فيبقى الحل الأخير : التحالف مع القوى الخارجية والمنظمات الدولية .. قتل اغتيال تعطيل اقتصاد تأليب الرأي العام الدولي تصرف يا ولدي المهم تطيحهم الاسلاميين من لخر راك ماعادش تنجم تصبر :)

- ملاحظات هامة :

- اخرج من المنازه والمنار والنصر والأحياء الراقية ودافع ع الكادحين أولاد الملاسين والتضامن والأرياف وجميع الاحياء الشعبية

- رد بالك تنشئ جمعية خيرية، الجمعيات الخيرية ما تصبش في صالحك وفي لخر هاك عطيت لفقير وعاونته شنوة ربحت ؟ (الموضوع قايميين بيه الإسلاميين، الخوانجية والسلفيين وأولاد الشعب والزوالي اللي تلقاه يعيش ع خاطر خوه ويخدم عليه في الجمعيات الخيرية وحاسس بيه، واليساري يبقى ع قاعدته القديمة الجديدة : دع الدولة حتى تتعفن، وبعقليته هذه ماذابيه الأوضاع تزيد تتأزم بش في لخر يربح معاناتهم سياسيا، وانت تحكيلي ع المبادئ تاع اليسار ! مساعدتهم لا تصب في صالحه سياسيا إذا إلى الجحيم قالو زوالي وفقير وجمعية خيرية)

- الجمعيات الصحيحة اللي تخدم علاها (النقابات هاذيك الحاجة الأولى في الخطة بطبيعة الحال) هي الجمعيات تاع حقوق الإنسان وحقوق المرأة والجمعيات اللي توصل بها صوتك للوزراء وللبلدان الأخرى وجميع الجمعيات اللي مهمتها إكمال مهمة النقابات وتأجيج الوضع والخروج في مظاهرات بخلاف هذا من الجمعيات عندك ريق فارغ وتضييع وقت .. قاعدتك اللي تمشي علاها المظاهرات وقلب النظام قالو زوالي ومعاونته.

- وبطبيعة الحال ما تنساش تستغل عيد الشجرة وعيد الحب وعيد الإجاص والتفاح وحتى عيد البصل كان لزم بش تحاول جاهدا اسقاط الحكومة ..

خمم هكة، وتولي يساري عال العال

- إذا فزت بالانتخابات ؟ امورك في العنبر .. اقذف بالجميع إلى السجون في إطار تطهير البلاد من الرأسماليين والمتآمرين ضد الشعب وتوفير العيش الكريم ليه وبما انك لا تؤمن بالدولة وانها كيان بيروقراطي معطل فالمهمة ساهلة بالنسبة ليك (طبعا هوما "صوت الشعب")

(*) كتب ميشيل هيلر أحد ضحايا الشيوعية ممن أقصوا إلى سيبيريا للأشغال الشاقة بسبب معارضته السياسية ثم فر إلى أوروبا كتابا أسمه السكريتير السابع غورباتشيوف من العظمة إلى البؤس، حول سقوط الإمبراطورية الشيوعية، تحدث فيه عن أوضاع الامبراطورية وتحولاتها من بدايتها إلى نهايتها والكتاب يقع في 450 صفحة .. تحدث الكاتب عن الأوضاع السياسية وطريقة التنكيل بالمعارضين السياسيين (الشيوعيين !!!) والأوضاع الاقتصادية المنهارة، وأوضاع المثقفين والمنع للإذاعات والتلفزات وسياسة البريسترويكا وما قبلها وأوضاع الشعب وحتى تندره على (دولة الشعب) ! فللرفاق (الجدد في الدومان) أن يتعرفوا على ما كارثتهم، وعلى الشعب أن يعرف مشروعهم الذي يبشرون به !



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.