mardi 15 novembre 2011

قررت الإنسحاب من النهضة بسبب ..

بعد الثورة المباركة وبعد عودة حركة النهضة قررت الإنخراط في حركة النهضة قصد المشاركة في الحياة السياسية في البلاد فقد كان لزاما على الشعب التونسي أن يشارك فيها بفعاليلة كبيرة بعد أن أقصي منها لعقود من الزمان .. وكان سبب اختياري لحركة النهضة بالذات انني كنت أراها هي الأفضل على الساحة وذلك من عدة نواحي عدة؛ فهي أولا الأقرب لأفكاري وطموحاتي وكنت أعتقد ان البعد الديني في الحركة هو بعد قولي وفي نفس الوقت بعد فعلي أيضا ولكن ما راعني إلا أنني وجدت حركة صورتها مدنية وفي كواليسها ذئب يحاول الإنقضاض على الناس، فكثيرا ما سمعت في مكاتب محلية عبارات مثل "تسويق حزبي"، "تصريحات للإعلام" وغير ذلك من الكلام الذي يدل فعلا على إزدواجية الخطاب لدى هذه الحركة فما يعلنونه للناس عكس ما يتداولنوه في مكاتبهم، لم أكن اعتقد ان المظاهر خداعة لهذه الدرجة، صحيح ان سيماهم في وجوههم ولكن ما تخفي قلوبهم عكس ذلك فليس كل ذا رائحة عطرة سيكون حلو المذاق، وهذا ما استنتجته لكن للأسف بهد فوات الأوان. 

في الاحزاب الأخرى يتداولون مواضيع مثل الإقتصاد، والسياسة، والتنمية، والحداثة، اما في حركة النهضة فالمواضيع المطروحة لا تتعدى فرض الحجاب على الشعب وإقامة الخلافة المنشودة بعد أن ينقلبون على الديمقراطية بعد عدة سنوات وفرض لحية لكل مواطن ومثل هذه المواضيع الثورية. لا أحد يعتقد أن هذه المواضيع الهامة التي من اجلها طرد المخلوع لكن للأسف يوجد في تونس حزب يتبنى هذه الأفكار بل يجترها صباح مساء حتى تفرق بين المرئ وحزبه لاختلاف على الحجاب أو اللحية أو حتى لون الحجاب أو طول اللحية. هذا دون الحديث عن شبابها الذي تتمحور أكبر امانيه على إقامة حرب شعواء من اجل إغلاق حانة أو فتح مسجد 24/24. 

لكل هذا يمكنني ان اعتبر حركة النهضة تجمع بثوب جديد ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب وأرجوا ألا تكون هذه الفترة حالكة أكثر من الفترة السابقة.



شخت ؟ فرحت ؟ عملت جوو ؟ هيا ايجا للصحيح توا :)) 

كلمات رائعة ينتظرها كل شخص مريض بالنهضافوبيا أعتقد أنها نزلت على قلبه بردا وسلاما ولربما سارع لنشرها على صفحات الفايسبوك قبل أن يكمل القراءة لآخر المقال. ما الذي وجدت داخل حركة النهضة وفي مكاتبها ؟ وجدت أناس تعمل صباح مساء دون كلل أو ملل يتناقشون في جميع المواضيع دون استثناء بل إن ذلك هو ديدن الشباب قبل المختصين في تلك الأمور بل إنني اجزم أن كل لقاء يجمع بين أفراد من شباب الحركة يكون فيه الحوار حول مواضيع مهمة وتبادل وجهات النظر والتحدث على آخر ما قرأ كل واحد منهم من أبحاث وكتب ولا تجد حوارات عقيمة ولا حديث في أعراض الناس ولا غير ذلك من الحوارات واللقاءات التافهة التي لن تقدم شيئا وعلى عكس ما يظنه كثيرون أن النقاشات لا تتعدى ثنائية حلال/حرام؛ افعل/ لا تفعل؛ فإن هذا الكلام لا أساس له من الصحة وليس الخبر كالمعاينة فهم من أبناء الشعب وثقافتهم من صلب ثقافة الشعب أيضا وهذا هو فعلا التجسيد الصحيح للشباب الإسلامي الفاعل. وهذه المواضيع هي التي تجدها في مكاتب الحركة إن لم تكن كلها فلنقل جلها وهي التي تطمح الحركة لتعميمها بين الناس حتى تنتج حوارا بناء يرقى بتونس بالمشاركة مع مختلف القوى الوطنية. أما عما يروجه بعض المرضى من أن خطاب الحركة يختلف عما يروجونه داخل حزبهم فيكفي أن نشير إلى أن الحركة الإسلامية في تونس قد أثرت على الفكر الإسلامي العالمي، اي نعم العالمي، وأدبياتها وأفكارها مدونة وموجودة في كتب ولا يوجد عند الحركة ما تخفيه وكل ما تؤمن به الحركة يمكن لأي كان مراجعته والعودة إليه عوض أن يكتفي البعض بذر الرماد على العيون والتحدث في المطلق وقذف الناس بما ليس فيهم، الأمر لا يستحق لكثير عناء إلا بعض الجهد لفتح كتاب ومطالعته حتى تتكون لدى بعض القوى "الحداثية" فكرة بسيطة على هذا "العدو" أو البعبع الذي يواجهونه فهم إلى الآن لا يفرقون بين سلفية/نهضة/تحرير ويعتبرونهم أصحاب نفس الأفكار في حين أن مرجعيتهم واحدة ولكن توجد إختلافات بينهم. بل إن ما شدني في حركة النهضة هو مدى تواضع قياداتها حتى أنه يخيلك إليك وانت تتحدث معهم أنهم من أعضاء الحزب البسطاء، فلا تكبر ولا غرور ولا كلام بإزدواجية ولا هم يحزنون بل لا تجد إلا الأخلاق الرفيعة حتى في الحديث على الفرقاء السياسيين تجدهم يتحدثون بمعقولية كبيرة وروح يغلب عليها حب الوحدة والإلتفاف على مصلحة البلاد على عكس ما يفعله ويقوله بعض غلاة الحداثة المزعومة. هذا بإختصار ما يمكن ان تجده في حركة النهضة ومحال ان يكون حزب تجمعي جديد لأن المبدأ الأساسي الذي يطبع على جبين كل من يدخل الحركة هو "إذا كنت جاي بش تاخو من توا شد داركم؛ إذا كنت جاي بش تعطي من جهدك وفلوسك ووقتك وتعبك مرحبا بيك انتي في المكان الصحيح" ومحال مثل هذه القاعدة تجدها في الكثير من الاحزاب الاخرى التي اضطر بعضها لـ"كراء" شباب حتى ينشروا منشوراتهم بين الناس حتى أني استوقفت أحدهم في إحدى المرات وسألته على البرنامج فقال بالحرف "نعرف علاهم، أنا أعطيني ناخو الـ20د ونكمل الأوراق إللي في يدي ونمشي على روحي" لذلك صديقي لا تستغرب إن وجدت أن حركة النهضة فاتت الـ40 بالمئة في حين الحداثجيين يعومو في الصفر. لذلك صديقي يمكن أن تجد من الحركة التجمعي المطرود وإلا إللي جاء يلج ع فلوس قطر بش يمشي أمورو ومالقاش وإلا أصحاب الألوان المتعددة وأصحاب فكر "مع الواقف" بإمكانك تلقاهم الكل ع بررّا، أما من تبنى فكر النهضة حتى إن كان خارج الحزب فأكيد جهده سيكون في صالح مشروع الحركة.
والسلام

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire

Remarque : Seul un membre de ce blog est autorisé à enregistrer un commentaire.